الجزائر بوابة افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزائر بوابة افريقيا

ملتقى الجزائريين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أزمة المثقف العربي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
karim_jijel
المشرف
المشرف



ذكر
عدد الرسائل : 11
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مرح
اعلام الدول : أزمة المثقف العربي Female17
المهنة : أزمة المثقف العربي Profes10
الهواية : أزمة المثقف العربي Readin10
   : أزمة المثقف العربي Sob7an10
تاريخ التسجيل : 18/09/2008

أزمة المثقف العربي Empty
مُساهمةموضوع: أزمة المثقف العربي   أزمة المثقف العربي Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 8:05 pm

أزمة المثقف العربي

كتبها: عمار بن طوبال

ثمة فرضية شبه متفق عليها بين المثقفين والباحثين العرب تقول بأن نكسة 1967 هي السبب الرئيسي لأزمة العقل العربي وبالتالي أزمة المثقف العربي في العصر الحديث.

هذه الهزيمة السياسية والعسكرية التي مني بها العرب، أدت بالمثقف العربي تحت تأثير الصدمة – غير المتوقعة – إلى حالة غياب وهروب من الواقع الذي لم يعد قادرا على استبطانه وفهمه وجابهته ومعرفته وتحديد الموقف والموقع إزاءه " وقد أدى هذا الوضع إلى الانتكاسة والانغلاق على الذات وطرح المسلمات على أنها واقع محتوم وتكريس الخوف من التاريخ والواقع "([1]).

ولكن ألم يكن المثقف العربي قبل نكسة 1967 أكثر إحساسا بهذه الأزمة وأكثر معايشة لمظاهرها سواء على مستوى الأفكار المعلن عنها من طرف المثقفين، أو على مستوى ممارساتهم وسلوكياتهم الشخصية، أو على مستوى مقدار التجاوب الذي لقيته أكفارهم من طرف المجتمع والسلطة السياسية.

من خلال قراءة مقارنة بين نتاجات المثقفين العرب قبل وبعد 1967 يمكن الاطمئنان إلى الإجابة بالنفي على السؤال السابق؛ حيث أن العقل العربي وقبل تعرضه لتلك الهزة العنيفة كان لا يزال عقلا نهضويا يحمل من خلال نتاجاته الفكرية ذلك الهم/الحلم النهضوي الذي بادرت به ثلة من المفكرين العرب والمسلمين بداية من القرن التاسع عشر، هؤلاء المفكرين والإصلاحيين الكبار كانوا يعملون فكرا وممارسة على النهوض بالأمة العربية من كبوتها من خلال عملهم الفكري ومشاريعهم الإصلاحية التي كانوا يدعون إليها ، والتي باشروا بتطبيقها حين أتيحت لهم فرصة فعل ذلك.

إذن، ما ميز العقل العربي في تلك الفترة التي اصطلح على تسميتها بعصر النهضة هو ذلك الحراك الثقافي الجميل الذي عرفته الأمة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى أواسط القرن العشرين، ولو أن بوادر النهضة الحديثة بدأت في وقت أبكر من ذلك وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر 1798 التي أحدث صدمة حضارية رجرجت العقل العربي الذي اكتشف مذهولا مقدار تأخره مقارنة بتقدم الآخر / الغرب، ومن تم بدأ العمل على تجاوز حالة التخلف العام التي كانت سائدة في كل الأقطار العربية والإسلامية، وهذا الوعي والإدراك لحالة التخلف هو الذي أنتج عصر النهضة العربية الحديثة التي تبلورت ملامحها مع نهاية القرن التاسع عشر وخصوصا مع ثلة الإصلاحيين الكبار ( الأفغاني، محمد عبده ، خير الدين التونسي، عبد الحميد بن باديس...)، عصر النهضة كان بمثابة محاولة لإنتاج عصر أنوار عربي سعى المبشرون به و العاملين على تحقيقه على جعله حلقة فاصلة في تاريخ الأمة العربية بنقلها من حالة التخلف العام إلى السير على طريق التقدم ومن تم اللحاق بمصاف الأمم المتحضرة والفاعلة في الحضارة الإنسانية.

ولكن وبالرغم من كل الانتكاسات وإجهاض تلك الفكرة النهضوية العربية الجميلة التي بشر بها المثقف العربي وهو يلتقي بحضارة الغرب القوية، إلا أن ما ميز تلك الفترة بحق هو أن المثقف العربي كان شديد الالتصاق بمجتمعه وقادرا على تمثل تلك التطلعات الجماهيرية وتحويلها إلى خطابات فكرية ومشاريع إصلاحية، تحولت في بعض الحالات إلى واقع ملموس مما دعم ثقة المثقف في نفسه وفي قدرته على إحداث التغير المرجو في طرائق التفكير وفي السلوكيات الاجتماعية، وكذا قدرته – ولو نسبيا – على التأثير في السلطة السياسية وجرها إلى تبني أطروحاته الإصلاحية ( مثال محمد عبده وإصلاح مناهج التدريس بالأزهر، وجمال الدين الأفغاني وعمله على نشر الوعي بضرورة اعتماد دساتير ديمقراطية تفصل بين السلطات، وخير الدين التونسي ودوره في الإصلاحات التي جرت بتونس قبل الاحتلال الفرنسي )، رغم المعارضة الشديدة التي جوبه بها من طرف القوى المحافظة والتي تعتبر أي إصلاح أو تغيير للوضع القائم تهديدا مباشرا لمصالحها.

صحيح أن المجتمعات العربية لم تعرف عصر أنوار كالذي عرفته أوروبا والذي نقلها من حالة التخلف والظلامية إلى نور العلم والمعرفة والتقدم وسيادة القيم الداعمة للاستمرار في هذا التقدم؛ إلا أن عصر النهضة مثل محاولة لإنتاج عصر أنوار عربي من خلال الاقتداء بما هو موجود بأوروبا، وساء في المجال السياسي ( الدستور، التمثيل النيابي، الفصل بين السلطات..) أو في المجال الثقافي بفسح المجال أمام تلك العلوم والمعارف الدنيوية، وأمام أجناس أدبية لم يعرفها العرب من قبل أو كانت موجودة ولكن في شكل جنيني لم يتطور إلى جنس أدبي مستقل، فقام المثقف العربي تحت تأثير ذلك الانبهار بالغرب وثقافته وعلومه بترجمة روايات ومسرحيات كمرحلة أولى ليليها بمحاولة التأليف على منوالها بغية توطين هذه الأجناس الأدبية في البيئة العربية، كما عمل أيضا المثقفون العرب في تلك الفترة على نقل الكثير من مؤلفات كبار فلاسفة عصر الأنوار ( روسو، هوبز، مونتيسكيو...)لتكون مرجعا يعتمد عليه في الإصلاح الذي كان يدعو إليه المثقف العربي.

إذن، بالرغم من سيطرة تلك الفكرة النهضوية على فكر وممارسة المثقف العربي، سواء كان هذا المثقف نهضوي علماني، أو نهضوي سلفي، أو سلفي إصلاحي ؛ فإن الإخفاق في النهاية كان من نصيب تلك الفكرة، ومن ثم من نصيب المثقف الذي بشر بها، لأن الطموحات كانت أكبر من الواقع والادعاءات أكبر من الانجازات، ليكتشف المثقف العربي لاحقا بأن كل مجهوداته في العمل على النهوض بالأمة ونشر قيم العدالة والعقلانية والدعوة لنظام سياسي يطلق ممارساته الاستبدادية، كل هذه المجهودات قد ذهبت أدراج الرياح، بعد أن استولت الأنظمة الحاكمة في الدول العربية حديثة على تلك الأفكار وسطحتها وشوهتها، من خلال التوليف والتوفيق بين تيارات فكرية متناقضة في جوهرها ( العلمانية والسلفية مثلا )، من أجل اختطاف السلطة، والعمل على استمرار النظام فقط.

لقد وجد المثقف العربي بعد أن ساهم فر حركات التحرر التي جعلت الدول العربية تحصل على استقلالها أن مجهوداته قد "أممت" من طرف العصب الحاكمة باسم شرعية ثورية ألغت كل مجهودات المجتمع وتضحياته في سبيل قيام الدولة الوطنية، وأكدت فقط – تلك العصب الحاكمة – على الدور الذي قامت به من أجل نيل الاستقلال مبررة بذلك انفرادها بالسلطة؛ وهذا ما أوجد المثقف العربي أمام خيرات صعبة، فإما أن يواصل نضاله ضد استبداد الدولة الوطنية أو يقبل بوضعية التابع لرجل السياسة، والمبرر لاختياراته والمدافع عن " أحقيته " في الانفراد بالسلطة، هذا المأزق الذي وجد المثقف العربي نفسه فيه، سنعود لشرحه وتحليله لاحقا من خلال الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة، ولكن قبل ذلك لابد من التطرق إلى علاقة المثقف العربي بالنهضة ودره في هذه النهضة المجهضة.



المصدر: مدونتي على مكتوب

tassust18.maktoobblog.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مشري بن خليفة، سلطة النص، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2000، ص 53.[1]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
NIRVANA
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 31
اعلام الدول : أزمة المثقف العربي Female17
   : أزمة المثقف العربي Sob7an10
تاريخ التسجيل : 06/09/2008

أزمة المثقف العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: أزمة المثقف العربي   أزمة المثقف العربي Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 22, 2008 5:52 pm


لقد أدى غياب الفعل الجماعي وعطل حركة الجماعة إلى ظهور الغرب كحكم وحيد في الصراع الدائر بين الحاكم والمثقف المدافع عن الديمقراطية, إذ الغرب هو الذي يستطيع -إذا شاء واقتضت مصالحه ذلك- أن يساند المثقف ويقدم له نوعا من المؤازرة والحماية, التي تلجم الحاكم في أحيان كثيرة عن التهور في ردود أفعاله كما يستطيع أيضا أن يغض الطرف عن تعسف الحاكم وطغيانه في مواجهة معارضيه إذا رأى أن ذلك أفضل لمصالحه السياسية والإستراتيجية
لقد ترتب على هذا الوضع الذي وجد فيه المثقف العربي نفسه بين مطرقة السلطة وسندان الغرب إلى انقسام المثقفين المدافعين عن الديمقراطية إلى فئتين كلتاهما في محنة.
الفئة الأولى: وهي الأقل تدافع عن قضية الديمقراطية في مواجهة السلطة وتحتفظ بمسافة واضحة الاختلاف مع مواقف الغرب إزاء جملة من القضايا الأساسية المتعلقة بإسرائيل والصهيونية والتيارات الإسلامية والأقليات والقومية العربية والتدخل والغزو والحرب على الإرهاب.
وهذه الفئة تواجه محنة قاسية كنتيجة حتمية لهذا الموقف الذي اختارته, لأن الغرب يعتبر هؤلاء أعداءه ولا يعني بالنسبة له شيئا أن يكونوا ديمقراطيين، إذ الديمقراطية ليست مقصودة لذاتها، ولا ينبغي أن تصبح لعبة تحمل إلى السلطة القوميين والأصوليين المتطرفين, أعداء ثقافة الغرب منارة العالم ومركز الكون.
ولهذا فليس كل من ينادى بالديمقراطية يمكن أن يعتبره الغرب حليفا أو ينال عطفه ومساندته, لأن الديمقراطية في مثل هذه البلدان من وجهة نظر الغرب هي بمثابة سوق يختار منها السلطة التي تناسب مصالحه السياسية والإستراتيجية.
أما السلطة فلا تعتبر هذه الفئة من المثقفين أعداءها فقط, لأنهم يتبنون قضية الديمقراطية, بل أيضا لأنهم يرفضون كل مواقفها وخياراتها وسياساتها الإقليمية والدولية التي تستجيب في معظمها لمصالح الغرب.
وبالتالي فإن هذه السلطة مطمئنة إلى أن ممارستها القمعية ضدهم لا تثير أية انتقادات من جانب الغرب, بينما الجماعة التي يتوجهون إليها بالخطاب عاجزة حتى في حال اقتناعها به, عن تحقيق مفرداته على أرض الواقع نظرا لانعدام روح الفعل الجماعي لدى غالبية أفرادها.
ومنذ بداية الثمانينيات حتى الآن -وهي المرحلة التي أخذت قضية الديمقراطية فيها موضع الصدارة في خطاب المثقفين وبرزت كإشكالية مطروحة على الساحة السياسية العربية- لم يقم في أي بلد عربي إضراب واحد أو مظاهرة حاشدة تطالب بالديمقراطية, أو من أجل الدفاع عمن تعرضوا للسجن أو المطاردة من قبل السلطة بسبب دفاعهم عن الديمقراطية.
لقد وجدت هذه الفئة من المثقفين المدافعين عن الديمقراطية نفسها في موقف حرج, فهم يتبنون الديمقراطية ويدافعون عنها باعتبارها المدخل الأساسي لمعالجة مجمل الإشكاليات التي تعانى منها الجماعة.
ولكنهم لا يقبلون في الوقت نفسه وصاية الغرب على مواقفهم ورؤيتهم واقتناعاتهم المتعلقة بقضايا يرونها جوهرية في مقابل ما قد يقدمه لهم الغرب من حماية عبر مؤسساته ومنظماته.
كما أن تبنيهم للديمقراطية يقتضى منهم أن يدخلوا في صراع مع السلطة وأن يكونوا في الصفوف الأمامية, غير أن محنتهم الحقيقية هي أنه لا توجد صفوف بجانبهم ولا خلفهم, بل يجدون أنفسهم يقفون في وجه السلطة وخلفهم الصحراء, معيدين مشهدا ما انفك يكرر نفسه بين السلطة والمثقف المعارض عبر تاريخ الخلافات والسلطنات والإمارات العربية الطويل.
وإذا كان للمتنبي في السابق جواد وسيف وصحراء, فإن هؤلاء ليس أمامهم سوى الزنزانة أو القبر أو الاستجارة بالغرب
لعل محنة مثل هذا الموقف لا تتمثل في غلاء الثمن الذي تدفعه هذه الفئة من .
المثقفين –فمن البديهي أن يكون لكل موقف ثمن– ولكنها تتمثل في اقتناعها بصحته رغم عدم جدواه. فمشاعر التعاطف والإعجاب من قبل غالبية الجماعة مع العجز التام عن الفعل لا تساوي شيئا في ميزان الصراع مع السلطة من ناحية واستعداء الغرب من ناحية أخرى, وهذا –على ما يبدو- ما حاولت أن تتجنبه الفئة الثانية من المثقفين.
الفئة الثانية تمثل أكثرية النخبة المثقفة المعارضة، وهى ترى أنه في ظل عجز الجماعة عن أداء دورها يحق للمثقف أن يحاول الاستفادة من حماية الفضاء الثقافي والإعلامي والسياسي الغربي في عصر العولمة, باعتباره فضاء ضاغطا –متى أراد– على السلطة العربية أكثر من مجتمعها العاجز الفاقد لروح الفعل الجماعي.
غير أن هذا الخيار من جانب هؤلاء وضعهم في موقف لا يقل صعوبة عن موقف الفئة الأولى وإن اختلفت الأسباب, لأن المثقف الذي يتطلع إلى الحماية التي قد يسبلها منه هذا الفضاء عليه في المقابل أن يراعي في خطابه جملة من المواقف والالتزامات التي تتناغم مع مواقف الغرب تجاه عدد من القضايا كإسرائيل والتيارات الإسلامية والمرأة والأقليات والقومية والعنف والإرث الثقافي.
ولكن هذه المقايضة التي تحاول مجاراة رؤية الغرب من قريب أو من بعيد أو على الأقل تتحاشى الصدام معها بخصوص تلك القضايا ستكون –على الأغلب- على حساب مصداقية خطاب الديمقراطية لدى المتلقي أو الجماعة التي سترى فيه خطابا يسعى إلى تحاشى الخلاف مع وجهة نظر الغرب حول قضايا جوهرية, وهى القضايا نفسها التي تتهم الجماعة حكامها بالتفريط فيها وبالتواطؤ عليها مع الغرب.
وبالتالي سيبدو الخطاب عبارة عن مقايضة مع الغرب, وليس تعبيرا صريحا عن الواقع, ومن هنا فإنه من المستبعد أن تنشأ علاقة إيجابية بين صاحب الخطاب أو المثقف وبين المتلقي.
وتنتج عن ذلك نتائج مؤثرة في الواقع، لأن العجز وعدم القدرة على الفعل من جانب الجماعة لا ينفيان قدرتها على التقييم والنقد.
فالجماعة العاجزة عن الفعل ليست عاجزة عن التقييم والنقد أو عن معرفة ما ترفضه وما تطمح إليه, فهي تحدد موقفها من صاحب الخطاب على ضوء ما تريده وما ترفضه.
وفي هذه الحالة قد لا ترى في هذا المثقف سوى متسابق آخر نحو الغرب مثله مثل الحاكم, ولكن بصيغة أخرى تتناسب مع مرحلة العولمة الأميركية.
هكذا تجد هذه الفئة من المثقفين نفسها أمام جماعة عاجزة عن الدفاع عن طموحاتها, ولكنها في الوقت نفسه لا تغفر لهؤلاء محاولتهم مراعاة جملة من الاعتبارات بالنسبة للغرب السياسي والغرب الثقافي, في سبيل الدفاع عن الديمقراطية والحصول على بعض الحماية الإعلامية والدعم السياسي من بعض منظماته ومؤسساته, لمواجهة عسف سلطة مستبدة ومتوحشة ليس لها رادع مادي ولا أخلاقي.
هذه المحاولة من جانب المثقف للاستفادة من مظلة الحماية التي تقدمها مؤسسات الغرب ومنظماته في ظل غياب الفعل الجماعي, أعطت الحاكم الدكتاتور الحجة لاتهام هذا المثقف بالتواطؤ مع القوى الأجنبية ضد الوطن, ولاسيما عند ما تتعارض مصلحة هذا الحاكم في البقاء في السلطة مع رغبة الغرب في إحلال بديل عنه, مثلما بدا واضحا من نوايا الولايات المتحدة تجاه بعض الحكام العرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وصبيحة احتلال العراق.
لقد أدت محاولة هؤلاء المثقفين تعويض غياب الفعل الجماعي باستثمار قدرات المجتمع المدني الغربي للدفاع عن الديمقراطية في مواجهة الأنظمة السياسية العربية إلى جعلهم يقعون في التهمة نفسها التي توجهها الجماعة إلى الحكام.
بل إن الحاكم يمكن أن يدافع عن علاقة التبعية والخضوع التي تربطه بالغرب على أنها علاقات سياسية مصلحية بين دول, حرصا منه على تجنيب الوطن خطر المواجهة مع قوى الغرب العاتية, كما يستطيع في الوقت نفسه أن يصف هؤلاء المثقفين بأنهم مجموعة من الأفراد الذين يتآمرون مع قوى الغرب لإسقاط نظام وطني لا يرى فيه الغرب خادما مطيعا لمصالحه.
لا شك أن هناك أسبابا سياسية وثقافية تاريخية مزمنة ومعاصرة تجعل أي خطاب عربي سياسيا كان أو ثقافيا يستمد جزءا من مصداقيته لدى الجماعة من طبيعة العلاقة التي تربط بين صاحب الخطاب والغرب.
وكلما اقترب من الغرب أو ربطته به علاقة تعاون أو تحالف بخصوص قضايا وطنية كان ذلك على حساب مصداقية خطابه.
ولهذا فإنه لا خلاف حول تأثير الغرب على مصداقية خطاب المثقف العربي إلا أن السبب الجوهري الذي يقف وراء محنة المثقف وخطابه هو انعدام روح الفعل الجماعي لدى الغالبية العظمى من أفراد الجماعة.
فعجز الجماعة عن الفعل هو السبب الحقيقي في محنة الفئة الأولى من المثقفين الذين يدافعون عن الديمقراطية في مواجهة السلطة ويرفضون التحالف مع الغرب على حساب ما يعتقدون أنه قضايا مصيرية, حيث يجدون أنفسهم من ناحية مطروحين بين مطرقة السلطة وسندان صمت الغرب ومن ناحية أخرى أمام جماعة متفرجة رغم اقتناع أغلبيتها بصحة ما يدافعون عنه.
وكذلك الأمر بالنسبة للفئة الثانية, فالكثير منهم يتجهون للبحث عن مظلة الحماية لدى الغرب لأن الجماعة الوطنية والقومية عاجزة تماما عن توفير أي نوع من الحماية لهم.
ولعل هذا العجز التام هو الذي أعطى للكثير من المعارضات العربية مسوغ قبول التدخل الغربي عسكريا للإطاحة بالأنظمة السياسية, وحجتهم في ذلك أنهم لا يرون أملا في أن تحرر الجماعة نفسها, رغم تطلعها إلى التغيير.
فهي جماعة تستعمرها أنظمة استبدادية غاشمة, وقد يتيح لها الوجود العسكري والسياسي الغربي وضعا ملائما لتطور مؤسساتها وهياكلها السياسية مما لا يتيحه لها هذا النوع من الأنظمة.
إن هذا الواقع الذي أنتج مثقفا يبشر في الصحراء, وآخر يبحث عن مظلة حماية لدى الغرب, ومعارضا لا يرى حلا لمشكلة الديمقراطية عدا الغزو العسكري لبلاده, هذا الواقع لا يمكن أن ننسبه فقط إلى سطوة السلطة وهيمنة الغرب أو إلى نقص في دور المثقف.
بل هو يأتي قبل هذه العوامل وبعدها من عجز الجماعة وعطالة دورها بسبب انعدام روح الفعل الجماعي لدى الغالبية العظمى من أفرادها.
عجز الجماعة عن معاضدة الخطاب الذي يعبر عن طموحاتها يجرد هذا الخطاب من جدواه وفاعليته مهما بلغت مصداقية تعبيره عن الواقع, حتى ليبدو وكأنه خطاب طوباوي لاعقلانى, ما دام اقتناع الجماعة به لا يؤثر في أحوالها وأفعالها




المصدر:الجزيرة
Evil or Very Mad
اخ كريم
موضوع مميز
تقبل اضافاتى للموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://roomalgeria.yoo7.com
امبراطورة الالم
عضو جديد
عضو جديد



انثى
عدد الرسائل : 1
العمل/الترفيه : لاشئ
المزاج : متألمة
اعلام الدول : أزمة المثقف العربي Female11
المهنة : أزمة المثقف العربي Unknow10
الهواية : أزمة المثقف العربي Readin10
مزاجك اليوم : أزمة المثقف العربي Pi-ca-53
   : أزمة المثقف العربي Sob7an10
تاريخ التسجيل : 24/03/2009

أزمة المثقف العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: أزمة المثقف العربي   أزمة المثقف العربي Icon_minitimeالثلاثاء مارس 24, 2009 8:11 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أزمة المثقف العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجزائر بوابة افريقيا :: الأقسام العامة :: منبر الفكر والمعرفة-
انتقل الى: